هذه السنة الثانية لي في التطبيقات العمليّة والدخول الى الحقل التعليميّ، كنت خائفة جدًا من هذه التجرّبة كونها تختلف عن التطبيقات العمليَّة في السنة السابقة بعدة جوانِب. بالإضافة إلى أنَّها تُعدّ فرصة لفحص مدى انتماءنا للمهنة التي إخترناها وهل بالفعل أصبنا الإختيار أم لا.
   كانت تجربة مختلفة من نوعها على جميع الأصعدة وَ بالرغم من الإخفاقات والصعوبات التي واجهتها كونها السنة المُباشرة بعد انتهاء جائحة الكورونا التي إحتلت العالم، إلا أنني مُمتنة لها، فكل خطأ وقعت به أصبحت الآن أعرف كيفية تفاديه وعدم الوقوع به في المستقبل.
  تعلمت من هذه السنة أن وجودك في هذا المكان "المدرسة" يحتاج الى جرعةِ صبرٍ كبيرة لكي تستطيع أن تتعامل مع جميع الفئات الموجودة من الطلاب، بالإضافة الى أنه يجب على المعلم أن يكون ضليعًا ومتمكنًا من المادة التي يعلّمها لأنه لو حدث وأخطأ سيصبح هذا الخطأ عالق في أذهان الطلاب ولن ينسوه الأمر الذي سيزعزع الثقة الموجودة بين المعلم والطالب، لذلك كنت أبذل قصارى جهدي عند تحضيري للدروس لكي أتفادى الوقوع في هذا.
   بدأتُ هذه السنة كطالبة في أكاديميّة التربيّة وأستطيع أن أقول بأنني أنهيتها كمعلمة مبتدئة عاشت تجربة مليئة بالمواقف والأحداث فلقد تعرفت على البيئة المقبلة عليها مستقبلًا عن قُرب، وَتقييمي لذاتي أقيسه بكمية ما تعلمته واستفدت منه إن كان من الطلابِ كوني اكتشفتُ أنهم المعلم الأول للمعلم، المرشد التربويّ والمعلم/ة المدرّب/ة...
   أظن أنني كنت الأوفر حظًا في زميلاتي وشريكاتي في التطبيقات العمليّة فكنّ دائمًا خير عون ودعم عندما أحتاج الى مساعدةٍ ما، كن يبذلن قُصارى جهدهن لتقديم أفضل صورة لديهن بالإضافة الى كونهن جديّات عند العمل وشراكتهن تشعرك بالراحة.
    بينما الداعم الأكبر لي في هذه التجربة كان المرشدين التربويّين فكانوا دائمًا يشجعوني على تقديم أفضل ما لدي، فكانوا على إيمان بأنَّ كل واحد منا قادرًا على أن يكون معلمًا ناجحًا بالسعيّ والإجتهاد. فلهم الدور الأكبر في تخطينا هذه السنة بكل سلاسة وسهولة.
أكسبتني هذهِ السَّنة معرفة في التكنولوجيا والأدوات الرقميّة بشكلٍ كبير، فلقد أصبح لدي خبرة ومتمكنة من هذا الجانب بشكلٍ ممتاز وبالإضافة الى أنه أصبح لدي القدرة على التعامل مع المواقف الطارئة والمفاجأة التي تحدث خلال الدرس وَبأنها ساهمت في زيادة تمكني في موضوع الرياضيات.
    بالمقابل يوجد هنالك بعض النقاط التي تحتاج إلى تحسين للأفضل وهي قدرتي على التعامل مع الطلاب ذو مستوى منخفض من ناحية تعليميّة وإجتماعيّة في الصف الذين لا يفضلون المشاركة ولا التفاعل خلال الحصة فعليّ العمل على هذه النقطة.

     ختامًا، ما زال المشوار طويلًا ودائمًا يوجد ما نتعلَّمَهُ، فهذِهِ السَّنة كانت نهاية البداية...